استراحة… في توقيت (غير) مناسب

توقف جاء والبارسا في ذروة اندفاعه، يمنحه الراحة لكنه يطرح سؤالًا مؤرقًا: هل يبرد الحلم حين يبلغ قمته؟
فريق فليك يدخل الشتاء متصدرًا بثقة… لكن الإيقاع المقطوع قد يكون الخصم الخفي.

هاي كورة – مقال للصحفي جوردي باديا

اعترف مدرب برشلونة، هانسي فليك، عقب الفوز على فياريال، بأن أهم ما خرج به الفريق هو النقاط الثلاث، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الأداء لم يكن على المستوى المطلوب بالكامل، ولاحظ علامات إرهاق واضحة على لاعبيه.

ومنذ الخسارتين أمام ريال مدريد وتشيلسي، دخل برشلونة في سلسلة نتائج لافتة، إذ حقق ثمانية انتصارات متتالية في الدوري، وسبعة انتصارات متعاقبة في مختلف المسابقات، ارتفعت إلى ثمانية بعد الفوز في كأس الملك.

الفريق الذي غادر ملعب سانتياغو برنابيو متأخرًا بخمس نقاط عن ريال مدريد، يصل إلى فترة التوقف الشتوي متقدمًا بأربع نقاط، ففي غضون عام واحد، انتقل برشلونة من رصيد 38 نقطة والمركز الثاني خلف أتلتيكو مدريد المتصدر بـ41 نقطة، إلى 46 نقطة معززًا موقعه في صدارة الترتيب.

كل الشكوك التي أثيرت بين أواخر أكتوبر ونهاية نوفمبر، بعد تلك الهزائم والتعادل المخيب في بروج، تبددت تمامًا، لا شك أن هذا التوقف سيمنح الفريق فرصة لالتقاط الأنفاس بدنيًا وذهنيًا، واستعادة لاعبين مصابين مثل بيدري وأولمو، ومعالجة الإرهاق الذي يعاني منه آخرون ككوندي، إضافة إلى تمكين إريك غارسيا من التخلي عن القناع الواقي.

في المقابل، قد يكون إسبانيول، الذي يعيش سلسلة من خمسة انتصارات متتالية غير متوقعة، أقل سعادة بهذا التوقف، إذ ربما كان يفضل استقبال برشلونة الأسبوع المقبل وهو في أوج زخمه، وكأنها مفاجأة غير محسوبة، كما أن الجماهير، على الأرجح، كانت تود الاستمتاع بعطلة نهاية أسبوع كروية وسط أجواء الأعياد.

من الصعب فهم هذا الكم من التوقفات وتقديم الجولات في الدوري بسبب مشاركة أربعة أندية في كأس السوبر منتصف يناير، لماذا أربعة فرق أصلًا إذا كانت البطولة تجمع بطل الدوري وبطل الكأس؟ ولماذا تُقام في السعودية؟

جماهير كرة القدم اعتادت تقبل كل أشكال الجشع والمضاربات والتجاوزات التي يمارسها القائمون على اللعبة، مهما بلغت فظاعتها، فصحيح أن جدول المباريات ليس أكبر المشكلات، لكنه يبقى مثالًا صارخًا على الفوضى، ولو جلس المسؤولون يومًا وقرروا تنظيم هذا الكم الهائل من البطولات المتداخلة، لتغير الكثير… لكن ذلك، على الأرجح، لن يحدث.